س 926 : سئل فضيلة الشيخ بن عثيمين رحمه الله تعالى : عن الجمع بين قول النبي ﷺ : " السيد الله تبارك وتعالى " وقوله ﷺ : " أنا سيد ولد آدم " وقوله : " قوموا إلى سيدكم " وقوله في الرقيق : " وليقل سيدي "؟
فأجاب بقوله : اختلف في ذلك على أقوال :
القول الأول : إن النهي على سبيل الأدب ، والإباحة على سبيل الجواز ، فالنهي ليس للتحريم حتى يعارض الجواز .
القول الثاني : إن النهي حيث يخشى منه المفسدة وهي التدرج إلى الغلو ، والإباحة إذا لم يكن هناك محذور .
القول الثالث : إن النهي بالخطاب أي أن تخاطب الغير وإذلال نفسه له بخلاف إذا جاء على غير هذا الوجه مثل " قوموا إلى سيدكم " و " أنا سيد ولد آدم " .
لكن هذا يرد عليه إباحته ﷺ للرقيق أ، يقول لمالكه " سيدي " .
لكن يجاب عن هذا بأن قول الرقيق لمالكه " سيدي " أمر معلوم لا غضاضة فيه ، ولهذا يحرم عليه أن يمتنع مما يجي عليه نحوه سيده .
والذي يظهر لي والله أعلم أن هذا جائز لكن بشرط : أن يكون الموجه إليه السيادة أهلاً لذلك ، وأن لا يُخشى محذور من إعجاب المخاطب وخنوع المتكلم ، أما إذا لم يكن أهلاً كما لو كان فاسقاً أو زنديقاً فلا يقال له ذلك حتى ولو فرض أنه أعلى منه مرتبة أو جاهاً ، وقد جاء في الحديث : " لا تقولوا للمنافق سيد فإنه إذ يكن سيداً فقد أسخطتم ربكم عز وجل " وكذلك لا يقال إذا خُشي محذور من إعجاب المخاطب أو خنوع المتكلم .
المصدر : كتاب فتاوى فضيلة الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين في العقيدة 2-2 1491.